بدأت اليوم في الجامعة الأردنية أعمال المؤتمر الدولي الأول لأمن المعلومات وتحليل الأدلة الرقمية
الذي نظمته كلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات بمشاركة نخبة متخصصة في هذا المجال من الأكاديميين على الصعيدين المحلي والعالمي.
رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة شدد على أن الحاجة أصبحت ملحة لتوفير أمن وحماية المعلومات في ظل الانتشار المتزايد لوسائل الاتصال الاجتماعي وارتفاع أعداد محاولات الاختراق للأجهزة الالكترونية حول العالم، مؤكدا أن هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة في هذا المجال يعد خطوة هادفة إلى إيجاد حلول ناجعة لمكافحة الجرائم الالكترونية التي بات خطرها يهدد الأفراد والمؤسسات والدول.
وعلق محافظة آماله على خروج القائمين على المؤتمر والمشاركين فيه بتوصيات من شأنها أن تسهم في الحد من انتشار هذه الجرائم الالكترونية أو القضاء عليها، إلى جانب خطته في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لأمن المعلومات وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية وقطاع الاتصالات وتبادل المعلومات فيما بينها لمواجهة تهديدات أمن المعلومات التي تعاظمت في الفترة الأخيرة بشكل كبير وملحوظ.
وتكمن أهمية انعقاد المؤتمر الذي يستمر يومين وفقا لعميد الكلية رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور عزام سليط في مناقشة الموضوعات المتشعبة في "أمن الفضاء المعلوماتي" الذي باتت جرائمه تنتشر على كافة المستويات الفردية والجماعية والدولية، إضافة إلى توحيد رؤية الخبراء في إيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه الباحثين في هذا المجال.
وتحدث سليط خلال كلمته عن أهمية إعطاء الأولوية والاهتمام لموضوع حماية البنية التحتية للمعلومات، معددا الهجمات الالكترونية أسبابها وعواقبها وخطورة تزايدها وأهمية التصدي لها قبل أن يصل المطاف إلى تهديد تلك الهجمات للأمن الوطني.
وقال سليط إن تأمين الحماية للمعلومات يجب أن يخضع لخطة شاملة تبدأ بالتوعية بمدى خطورة اختراقها، مؤكدا على أهمية وضع حلول وقائية تمنع الأخطار قبل وقوعها وضرورة تكاتف الجهود في كافة القطاعات المعنية لحماية المعلومات وحفظ أمنها لدى الجميع على حد سواء.
ولفت سليط إلى أن المؤتمر يعد استكمالا لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي انطلق قبل عامين وحظي باهتمام ورعاية ملكية سامية من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين؛ نظراً لمساهتمه الكبيرة في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلي والإقليمي، وما لعبه من دور محوري في مساعدة شركات الاتصالات في تحقيق أقصى إمكاناتها.
وأشار عضو اللجنة التنظيمية من جامعة ماكوايري الاسترالية الدكتور مأمون العزب إلى أن كل شيء في عالم اليوم أصبح يعتمد على المعلومات الرقمية؛ حيث أن 3.4 مليون شخص يتصلون بالانترنت يوميا للدخول إلى 5 مليون موقع الكتروني وإرسال 210 بليون إيميل والقيام بـ 4.2 عملية بحث عبر جوجل، ذاكرا في كلمة ألقاها خلال جلسة الافتتاح أنواع الجرائم الالكترونية وطرق ازديادها وانتشارها وأساليب تطورها.
من جانبه أوضح عضو اللجنة التنظيمية من جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عمر عربيات أن المؤتمر فرصة لالتقاء العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات للتشارك في وضع الآلية النافذة لحماية المعلومات من جهة وتوحيد رؤيتهم للتحديات التي تواجه الأبحاث المتعلقة بهذا المجال من جهة ثانية، مضيفا أن الحاجة أصبحت ماسة في زمن تحكمه العولمة إلى تطوير توصيات وخطوط توجيهية لتعزيز الأمن الإلكتروني على المستوى المحلي والعالمي.
بدوره عَقّب الرئيس الفني للمؤتمر الدكتور جعفر القطاونة على سعي المؤتمر لمحاصرة جميع التطورات المحيطة بأمن المعلومات ووضع قاعدة ثابتة ومدروسة لحمايتها وحفظها وعدم استغلالها بشكل خاطئ ينعكس سلبا على كل من يجهل هذه التكنولوجيا.
وبحسب القطاونة ناقش المؤتمر في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور أمير النمرات من جامعة شرق لندن البريطانية وكان المتحدث الرئيسي فيها الدكتور جوليان دورجان من جامعة ماكوايري الاسترالية جملة من الموضوعات المتعلقة بالإرهاب الالكتروني والتهديدات الالكترونية وطرق تحليل الأدلة الرقمية للشبكات اللاسلكية والتقنيات الديناميكية المعتمدة على القياسات الحيوية لتحديد الهوية الرقمية وتأمين شبكات الإتصال وتحديد الهوية الرقمية في انترنت الأشياء.
فيما اشتملت موضوعات الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور علي هادي من جامعة الأميرة سمية تحليل الأدلة الرقمية في بيئة نظام تشغيل ويندوز واندرويد وجمع الأدلة من خلال تحليل الصور الرقمية.
وقال القطاونة إن المؤتمر سيناقش في اليوم الثاني 11 ورقة بحثية موزعة على ثلاث جلسات تشمل المحاور المتعلقة بالأنظمة الخبيرة والذكية واستخداماتها في تحليل التهديدات الالكترونية، والأمن والموثوقية في الأنظمة المتنقلة والحوسبة السحابية، وأمن تطبيقات الويب وتكنولوجيا الجدار الناري الخاص بتطبيقات الانترنت، إضافة إلى أفضل الممارسات لتبسيط عملية تحليل التهديدات الأمنية والجرائم الإلكترونية في الفضاء الالكتروني.
ولفت إلى أن المؤتمر ثمرة تكاتف جهود كل من الأكاديميين (الدكتور أمير النمرات من جامعة شرق لندن البريطانية والدكتور مأمون العزب من جامعة ماكوايري الاسترالية والدكتور عمر عربيات من جامعة البلقاء التطبيقية والدكتور علي هادي من جامعة الأميرة سمية والدكتور خير الدين صبري من الجامعة الاردنية والدكتورة شفيقة بن زايد من جامعة هواري بومدين الجزائرية، إضافة إلى القطاونة وسليط(.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الذي حظي بحضور ما يقارب 200 مشارك من دول بريطانيا واستراليا والجزائر والسعودية والولايات المتحدة الامريكية والامارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الأردن؛ تم تنظيمه بدعم من شركات محلية وعالمية متخصصة في هذا المجال كالشركة التقدمية التكنولوجية، وشركة اللوازم العلمية والطبية، وشركة تقنية تبادل الشبكات، وشركة جونيبر، وشركة مايكروسوفت، وشركة بالو ألتو، وشركة إف فايف، إضافة إلى شركة إتش بي العالمية.